أيّها الإخوة المؤمنون أبناء الكنيسة
الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة،
لا شكَّ أنّه قد لفتَت أنتباهَكم ظاهرةُ
نشوءِ تجمّعاتٍ ولقاءاتٍ ورابطاتٍ وجمعيّاتٍ وجبهاتٍ عديدة، في السنوات الأخيرة،
تدعو كلُها، بتعبيرٍ أم بآخر، وبخلفيّاتٍ فكريّةٍ أو تطلّعاتٍ اجتماعيةٍ مختلفة،
إلى تعزيز دور الكنيسةِ الأرثوذكسية أو إصلاح مؤسّساتِها أو الدفاع عن أمور
الطائفةِ في لبنان والمشرق أو تفعيل النشاطات الثقافيّة والجماعيّة فيها، أو
تطبيقِ القوانين الأنطاكيّة وانتخابِ المجالس التمثيليّة إلخ...
هذه الظاهرةُ تعبّرُ، بالتأكيد، عن حاجةِ
الجماعة المسيحيّة الأرثوذكسيّة إلى الرعايةِ الصحيحة والدائمة، وعن شوقٍ دفينٍ
لتعزيز الهويّةِ المسيحيّة الأرثوذكسيّة، وعن توقٍ للتضامنِ والتآزرِ والتلاحمِ
بين كافة أبناءِ الكنيسة في عصرٍالعولمة المقرونة، وللأسف، بظاهرة الفرديّة. إنّ
هذه التجمّعاتِ واللقاءاتِ والرابطاتِ والجمعيّاتِ والجبهاتِ ، وإنْ كانت تثيرُ
عندنا أحياناً تساؤلاتٍ حول أسبابِها ومراميها، إلا أنها مرآة حيويّةٍ في الوسط
الكنسيّ.
إنّ اللقاءَ الرعائيّ الأرثوذكسيّ، الذي نشرَ
سابقاً هواجسَه وأهدافَه، يعتقدُ بأنَّ هذه الظاهرةَ ما كانت لتحصلَ وتنموَ
وتزدادَ لو استوعب رعاتنا، في العقودِ الماضية، مطالبَ واقتراحاتِ جماعة المؤمنين،
واستشعَرَوا، بما فيه الكفاية،بهواجسِها المشروعة، واستشرَفَوا حاجاتِها الروحيّة
والثقافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والمدنيّة، واستبَقَواصرختَها بتأسيسِ ما
يلزمُ من مؤسّساتٍ راعيةٍ وحاضنة.
إنّ القوانينَ الأساسيّة والداخليّةَ
القائمةَ في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق قد ارتأتْ تأليف مؤسّساتٍ
تمثيليّةً للرعية على كلّ المستويات والصعدِ بدأً من مجالس الرعايا في الكنائس
وصولاً إلى المجلس الأنطاكيّ العام ومروراً بمؤتمرات الأبرشيّات
ومجالسها الملّيّة. لكن المؤسفَ حقاً هي ظاهرةُ إهمالِ هذه القوانين والازدراءِ
بأولويّتِها، وبالتالي تغيّيبُ المشاركةِ الصحيحةِ والفاعلةِ لأبناء الكنيسة في
حياة كنيستهم.
يرى اللقاءُ الرعائيُّ الأرثوذكسيّ بأنَّ هذه
القوانين، لو طُبِّقت بالفعل، لكانت الجوابَ على معظم هواجسِ الرعيةِ ومطالبِها
المشروعة، ولكانَتْ البديلَ المقنعَ والثابتَ لمعظم هذه التجمّعاتِ واللقاءاتِ
والجمعيّاتِ والروابطِ والجبهات التي نشأتْ في السنوات الأخيرة.
إنّ اللقاءَ الرعائيّ
الأرثوذكسيّ يشيرُ مرةً أخرى إلى هذه الحقيقة المؤلمة وهذا التقصير الرعائيّ
المؤسف، ويدعو بإصرارٍ إلى إصلاح الوضع قبل تفاقمه، ويعلن بصوتٍ مدَوٍّ بأنّه لن
تكونَ ، في الحاضر والمستقبل، حاجةٌ إلى نشوء
أو ظهور مثل هذه اللقاءات أو التجمعات أو الروابط في حال احتضنت المؤسسة الكنسية
منذ الآن هذه الظواهر والتزمَت
تطبيقَ القوانين سريعاً.
اللقاء
الرعائي الأرثوذكسي
في 06-02-2012
No comments:
Post a Comment