صاحب الغبطة البطريرك اغناطيوس الرابع الكلي الطوبى
والجزيل الاحترام
السادة المطارنة الأجلاء أعضاء المجمع الإنطاكي المقدس
نتيجةً لمؤتمر عُقد سنة 2010 بدعوة من حركةُ
الشبيبة الأرثوذكسية شاركَ فيه مندوبون من سائر الأبرشيات الإنطاكية وعددٌ من
المؤمنين الغيارى على كنيستهم، تألّفت لجنةُ "اللقاء الرعائي الأرثوذكسي[1]" التي كُلّفت بمتابعةَ توصيات هذا المؤتمر.
ومن أبرز التوصياتِ كانت الدعوةُ إلى تفعيل
المشاركة الشاملة والدائمة لجميع إبناء الكنيسة في تدبيرِ أمورها وتعزيزِ بشارتها
وتعظيمِ دورها.
وبعد ان حدّدت هذه اللجنةُ مهامَها ووضعت خطّتها
العملية[2]،
باشرَت بلقاء غبطتكم وزيارةِ السادة مطارنة الأبرشيات اللبنانية تباعاً، مُطلعةً إياكم على مهمتِها وشارحةً أهدافها وداعيةً إلى المباشرة بتطبيق القوانين
الإنطاكية التي وضعَها المجمع المقدس خلال العقود الأخيرة والتي بقيَت غالباً،
وللأسف ، دونَ تنفيذٍ فعلي.
وفي خضمّ تداعي أبناء الكنيسة في الآونة الأخيرة لتأسيسِ تجمعاتٍ ورابطاتٍ
ولقاءاتٍ، بعضُها يُخلصٌ لدور الكنيسة وبشارتِها، وبعضُها
الآخر آتٍ من خلفياتٍ قد لا تتماشى وتعاليمَ الكنيسة الأرثوذكسية ومقاصدَها، وجدَ "اللقاءُ
الرعائي الأرثوذكسي" ضرورةَ توجيهِ هذا النداء إليكم وإلى المجمع
الأنطاكي المقدس، آملاً أن تسمعوا صوتَه وتستجيبوا لندائِه لأن الوقتَ قد حان
لتعودَ المشاركةُ ركناً من أركان التدبير الكنسي، كما كانت في الكنيسة الأولى،
وكما مارسَها الرسل.
صاحب الغبطة، أصحاب السيادة
كنيستنا الأنطاكيّة تضمُّ من المواهب كمّاً كبيراً، تتكاملُ فيما بينها
لتؤلفَ رعيةً مؤمنةً واحدة، وتضمُّ الكثيرَ من المؤمنين الصادقين في حبهم للربّ
والغيارى على بيعته، وهي كانت، ولم تزلْ، تتعرضُ لمخاطرَ كثيرةٍ يطلقُها أعداؤها
المنظورون وغير المنظورين، من خارجها وأحياناً من الداخل. الكنيسةُ، التي شملَتْها
دوماً العنايةُ الإلهيةُ بجناحَيها وحمتْها من الأخطار، لا بدّ من أن تقوى بتفعيلِ
مواهب المؤمنين من أبنائها وتضافرِها في خدمتها.
لذلك، "فاللقاءُ الرعائي الأرثوذكسي"
يناشدُ المجمعَ الأنطاكي المقدس المباشرةَ فوراً في تطبيق القوانين الأنطاكية
المعتمدة كافةً، وخاصةً تلك التي تقولُ بالمشاركة الشاملة والفاعلة والدائمة بين
أبناءِ شعب الله الواحد. هذه القوانين إرتأتْ مجالسَ للرعايا ومؤتمراتٍ للأبرشيات
ومجالسَ ملّية، قد تتطورُ في المستقبل إلى تكوينِ مؤتمرٍ ومجلسٍ أنطاكيين عامَين،
حسب التجارب بما تتضمنُ من نجاحاتٍ وهفواتٍ وأخطاء، لتعززَ المؤسسةَ في الكنيسة
وتجمعَ أبناءَ الله حول رعاتِهم المؤمنين المخلصين.
إن هذا الزمنَ، الذي من علاماتِه التطورُ الثقافيُ
والنظرةُ النقديةُ وتبادلُ الرأي والمعلومات والمشاركةُ الإداريةُ الحرةُ في كلِ
أوجه الحياة، يفرضُ علينا أن نحترمَ القوانينَ السائدةَ وأن نطبّقها ونجتهدَ في
درسِها واختبارِها فنطوّرَ مؤسساتِنا إدارياً وعلمياً. ومنعاً لأي استغلالٍ سيءٍ
لأي مطلبٍ أو شكوى، يعودُ لقاؤنا ويتمنّى أن يأخذَ المجمعُ المقدسُ المبادرةَ
ألى إعلانِ تطبيقِ القوانين الأنطاكية المعتمدة، واثقاً
أن في ذلك خيرَ دليلٍ على أن المجمعَ المقدسَ لا يفرّقُ بين إكليريكيٍ وغيرِ
إكليريكي، ولا يرذِلُ المواهبَ والطاقات، ولا يصمُّ آذانَه عن مطالب الشعب
الأرثوذكسي.
وإذ نضعُ كلَّ طاقاتنا وطاقات الشباب
الأنطاكيّ، وإنْ وضيعةً، بتصرفكم، نقبِّل أياديكم سائلين الربَ المُحيي أن يشملَكم
دوماً بنعمِه وينيرَ سبلَكم.
اللقاء الرعائي
الأرثوذكسي
في 18 تشرين
الأول 2011
تتألف اللجنة من الإخوة: المحامي إبراهيم رزق، المحامي
الياس شلهوب، المهندس تميم جبّور، الدكتور جورج معلولي، الأستاذ رجا بدران،
المهندس ريمون رزق، الأستاذ سمير كامل، الأستاذ طوني بيطار، المهندس فرح أنطون، البروفسور
نجيب جهشان، القاضي الرئيس نسيب إيليا، الأستاذ نقولا شحادة و البروفسور نقولا
لوقا.
1-مرفق، هوية اللقاء الرعائي
الأرثوذكسي
2-مرفق خطّة العمل
No comments:
Post a Comment