Tuesday, February 21, 2012

ظاهرة التجمعات الأرثوذكسية


أيّها الإخوة المؤمنون أبناء الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة،
لا شكَّ أنّه قد لفتَت أنتباهَكم ظاهرةُ نشوءِ تجمّعاتٍ ولقاءاتٍ ورابطاتٍ وجمعيّاتٍ وجبهاتٍ عديدة، في السنوات الأخيرة، تدعو كلُها، بتعبيرٍ أم بآخر، وبخلفيّاتٍ فكريّةٍ أو تطلّعاتٍ اجتماعيةٍ مختلفة، إلى تعزيز دور الكنيسةِ الأرثوذكسية أو إصلاح مؤسّساتِها أو الدفاع عن أمور الطائفةِ في لبنان والمشرق أو تفعيل النشاطات الثقافيّة والجماعيّة فيها، أو تطبيقِ القوانين الأنطاكيّة وانتخابِ المجالس التمثيليّة إلخ...

هذه الظاهرةُ تعبّرُ، بالتأكيد، عن حاجةِ الجماعة المسيحيّة الأرثوذكسيّة إلى الرعايةِ الصحيحة والدائمة، وعن شوقٍ دفينٍ لتعزيز الهويّةِ المسيحيّة الأرثوذكسيّة، وعن توقٍ للتضامنِ والتآزرِ والتلاحمِ بين كافة أبناءِ الكنيسة في عصرٍالعولمة المقرونة، وللأسف، بظاهرة الفرديّة. إنّ هذه التجمّعاتِ واللقاءاتِ والرابطاتِ والجمعيّاتِ والجبهاتِ ، وإنْ كانت تثيرُ عندنا أحياناً تساؤلاتٍ حول أسبابِها ومراميها، إلا أنها مرآة حيويّةٍ في الوسط الكنسيّ.

نص الرسالة الموجهة الى المجمع الانطاكي المقدس

صاحب الغبطة البطريرك اغناطيوس الرابع الكلي الطوبى والجزيل الاحترام
السادة المطارنة الأجلاء أعضاء المجمع الإنطاكي المقدس

نتيجةً لمؤتمر عُقد سنة 2010 بدعوة من حركةُ الشبيبة الأرثوذكسية شاركَ فيه مندوبون من سائر الأبرشيات الإنطاكية وعددٌ من المؤمنين الغيارى على كنيستهم، تألّفت لجنةُ "اللقاء الرعائي الأرثوذكسي[1]" التي كُلّفت بمتابعةَ توصيات هذا المؤتمر.
ومن أبرز التوصياتِ كانت الدعوةُ إلى تفعيل المشاركة الشاملة والدائمة لجميع إبناء الكنيسة في تدبيرِ أمورها وتعزيزِ بشارتها وتعظيمِ دورها.
وبعد ان حدّدت هذه اللجنةُ مهامَها ووضعت خطّتها العملية[2]، باشرَت بلقاء غبطتكم وزيارةِ السادة مطارنة الأبرشيات اللبنانية تباعاً، مُطلعةً إياكم على مهمتِها وشارحةً أهدافها وداعيةً إلى المباشرة بتطبيق القوانين الإنطاكية التي وضعَها المجمع المقدس خلال العقود الأخيرة والتي بقيَت غالباً، وللأسف ، دونَ تنفيذٍ فعلي.

نشاطاتنا خلال العام 2011


أجرى اللقاء الرعائي خلال ال2011 سلسلة من النشاطات جاءت كالتالي:

- زيارة البطريرك اغناطيوس الرابع (هزيم) في 25/06/2011 حيث عرض المشاركون لغبطته همومهم الرعائيـة بجوانبها المختلفة خصوصاً ما تعيشه الكنيسة الأرثوذكسية من ضعف في الرعاية وتفرّد في إدارة شؤون حياتها وإهمال لتنفيذ القوانين وتهميش للمؤمنين العلمانيين وقد وحملوا إلى غبطته خطّة عمل أعدّوها للمساهمة في معالجـة هذا الواقع ودعوة المؤمنين جميعهم، إكليريكيين وعلمانيين، إلى تحمّل مسؤولياتهم في العودة بالحياة الكنيسة إلى النقاوة والحيوية والحضور الفاعل في مُحيطها الاجتماعي.

مجالس الرعايا والمُشاركة: منطلقات وآفاق

"أمـّا أنتـم، فجسـد المسيـح وأعضـاؤه أفـرداً"

مقدّمة تمهيديّة
مشاركة المؤمنين في حياة كنيستهم هبة كبرى من هبات الروح القدس، مصدر الوحدة والتنوّع في الكنيسة، جسد المسيح. وهذه المشاركة، التي كلّنا مدعوّون إلى أن نلتزمها بفرح ومسؤوليّة، إنّما تتحقّق عبر حضور فاعل في حياة الجماعة التي يشكّل كلٌّ منّا، في خدمته ومواهبه، كياناً واحداً متنوّعاً ومتكاملاً معها.
لا يعوزنا التأكيد أنّ ثمّة خللاً كبيراً في مشاركة المؤمنين في حياة الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة. وهذا أثّر، ويؤثّر كثيراً، في دورهم وحضورهم الشهاديّ، في مرحلة تاريخيّة غاية في الدقّة والخطورة، لا سيّما بسبب ما يصيب مدانا المشرقيّ من أحداث كبرى، وما ينشأ عنها من أزمات ترافقها كالتهجير والهجرة والنزوح، والترك إلى كنائس أخرى، ومشاكل أخرى عديدة تتحدّى محبّي يسوع وكنيسته، وتستدعي تضافراً وتكتّلاً ورؤًى يتشاركون فيها، في سعي مسؤول إلى إبراز وجه كنسيّتهم وتحقيق أهدافها وتكريس قيمها الإنجيليّة.