أيّها الإخوة المؤمنون أبناء الكنيسة
الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة،
لا شكَّ أنّه قد لفتَت أنتباهَكم ظاهرةُ
نشوءِ تجمّعاتٍ ولقاءاتٍ ورابطاتٍ وجمعيّاتٍ وجبهاتٍ عديدة، في السنوات الأخيرة،
تدعو كلُها، بتعبيرٍ أم بآخر، وبخلفيّاتٍ فكريّةٍ أو تطلّعاتٍ اجتماعيةٍ مختلفة،
إلى تعزيز دور الكنيسةِ الأرثوذكسية أو إصلاح مؤسّساتِها أو الدفاع عن أمور
الطائفةِ في لبنان والمشرق أو تفعيل النشاطات الثقافيّة والجماعيّة فيها، أو
تطبيقِ القوانين الأنطاكيّة وانتخابِ المجالس التمثيليّة إلخ...
هذه الظاهرةُ تعبّرُ، بالتأكيد، عن حاجةِ
الجماعة المسيحيّة الأرثوذكسيّة إلى الرعايةِ الصحيحة والدائمة، وعن شوقٍ دفينٍ
لتعزيز الهويّةِ المسيحيّة الأرثوذكسيّة، وعن توقٍ للتضامنِ والتآزرِ والتلاحمِ
بين كافة أبناءِ الكنيسة في عصرٍالعولمة المقرونة، وللأسف، بظاهرة الفرديّة. إنّ
هذه التجمّعاتِ واللقاءاتِ والرابطاتِ والجمعيّاتِ والجبهاتِ ، وإنْ كانت تثيرُ
عندنا أحياناً تساؤلاتٍ حول أسبابِها ومراميها، إلا أنها مرآة حيويّةٍ في الوسط
الكنسيّ.