أيها الإخوة
الأحباء بالرب، أبناء الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية
لقد سبَقَ للقاءِ
الرعائي الأرثوذكسي أن راسَلَكم، مُعرِّفاً بذاته وبأهدافه، وشارحاً للخطواتِ
الأولية التي باشرَ بتنفيذها دعماً لهذه الأهداف.
نعودُ ونُذكِّركم
بأن اللقاءَ الرعائي الأرثوذكسي إنطلقَ في 19 آذار2011 بعد إجتماعَين دعَتْ
إليهما الأمانةُ العامة في حركة الشبيبة الأرثوذكسية حضرَهما عددٌ غفيرٌ من أبناءِ
سائر الأبرشيات الأنطاكية في لبنان وسوريا، وخُصِّصا لبحثِ مسألةِ تفعيلِ مُشاركةِ
المؤمنين في حياةِ الكنيسةِ على الصُعدِ المختلفة. سمّى اللقاءُ لجنةً من أعضائِه
أناطَ بها مُتابعةَ تنفيذِ خطواتِ تفعيلِ هذه المشاركة، فأنشأتْ صفحةً إلكترونية
غايتُها التواصلُ بكافةِ المؤمنين لوضعِهم في اجواءِ عملِها وحثِّهم على دعمِ
خطواتِها العملية. ولقد تمنَّتْ اللجنةُ على كلِّ من راسلتْه تزويدَها بعناوين
أبناءِ الكنيسة الأرثوذكسية الإلكترونية ليُصارَ إلى إشراكِهم في هذه الحملة.
قامَتْ اللجنةُ
بخطواتٍ عمليةٍ مدروسةٍ ومنسقةٍ للتعريف بأهدافِها والمطالبةِ بتنفيذِ القوانينِ
الكنسيةِ الأنطاكيةِ التي وَجَدَتْ فيها السبيلَ الأوحدَ والأسمى لتحقيقِ المشاركةِ
الكاملةِ في حياةِ الكنيسة، خُصوصاً منها ما يَتَعلّقُ بمجالسِ الرعايا
والأبرشيات، حيث يتآخى كلِّ أبناءِ الله في مشاركةٍ روحيةٍ وزمنيةٍ تَزيدُ من
فعالية البشارةِ المسيحيةِ في عالم اليوم المُتَخبِّطِ في العولمة والفردية
والإلحاد. وكانَتْ أولى خطواتِها زيارةُ صاحبِ الغبطةِ البطريرك إغناطيوس الرابع
الكلي الطوبى والجزيلِ الإحترام والسادةِ المطارنةِ رعاةِ الأبرشيات الأرثوذكسية
في لبنان.
وَجَّهَتْ اللجنةُ،
بُعيدَ هذه الزيارات، كتاباً الى المجمع الأنطاكي المقدس، في تشرين الأول 2011، تضمَّنَ المطالبةَ بتطبيقِ القوانين الكنسيةِ الانطاكية وتفعيلِ المشاركةِ والوحدةِ بين المؤمنين
والرعاة.
ولمّا لمْ يُجِبْ
المجمعُ المقدسُ على هذا الكتاب، ولمْ تَصدُرْ عنه أيُّ مقرراتٍ رسميةٍ توحي بإنطلاق
العملِ بالقوانين الأنطاكية المُعتمدةِ منذ عقودٍ من قِبلِ المجمع المقدسِ نفسِه،
عادَتْ لجنةُ اللقاءِ الرعائي الأرثوذكسي ورَفَعَتْ الى صاحبِ الغبطة، في شهر شباط
2012، الرسالةَ الثانيةَ المُرفقةَ بندائِنا هذا. جاءَ في هذه الرسالة أنَّه قد
ترامى لأسماعِنا أن لجنةً من الأساقفة قد تألَّفَتْ من قِبَلِ غبطتِكم للإشرافِ
على تفعيلِ المشاركةِ في الكنيسة، لذلك نرجو من غبطتِكم ابلاغَنا أو إطلاعَنا على
مستجدّات العمل في هذه اللجنة وتطوراتِه خلالَ هذه الفترة، كما ونلتمِسُ برَكتَم
للاجتماع بها بهدفِ المشاركةِ في تَضافرِ الجهودِ الآيلةِ إلى إيجادِ الحلولِ المُناسبةِ
والإنطلاق في تطبيق القوانين الأنطاكية.
أودِعَتْ هذه
الرسالةُ رسمياً الديوانَ البطريركيَ، لكنَّها، ايضاً، لم تَحْظَ الى اليوم بجوابٍ
من صاحبِ الغبطة.
لذلك إرتأيْنا أن
نَنشُرَ هذه الرسالة في أوساطِ المؤمنين، لِحَثِّهم على مُتابعةِ القضية في
رعاياهم وأبرشياتِهم، والضغطِ لتنفيذِ القوانين الأنطاكية حيثما يَلزَم، وتوعيةِ
الأوساطِ الكنسية حولَ هذه المسألةِ البالغةِ الأهمية.
وكيْ لا يكونَ سائداً
القولُ بأنَّ القوانينَ الأنطاكية تفتقِرُ الى الآليةِ التطبيقيةِ اللازمةِ لتنفيذِها،
وأَّنَّ السلطةَ الكنسيةَ ستعملُ لاحقاً الى وضع هذه الآلية قبلَ الإنطلاقِ في
التنفيذِ، قَرَّرَ اللقاءُ الرعائيُ الأرثوذكسيُ عقدَ خلوةٍ إداريةٍ في الأيام
القليلةِ المقبلةِ لإقتراح هذهِ الآليةِ التطبيقيةِ ووضعِها بتَصَرُّفِ السادةِ
مطارنةِ الكرسي الأنطاكي لِيُصارَ إلى إعتمادِها في تشكيل مجالس الرعايا والمجالس
الملِّية وغيرِها من المؤسساتِ التي إرتأتْها القوانين.
يُعاهِدُ اللقاءُ
الرعائيُ الأرثوذكسيُ أبناءَ الكنيسةِ الأنطاكيةِ مُتابعةَ الأهدافِ التي أُنْشِئ
لأجلِها، وسيُوافيكمْ لاحقاً بالمستجداتِ التي يَضْرَعُ للربِ لتكونَ إيجابيةً
ومفيدةً في خدمةِ كنيستِه المقدسة.
أخيراً وليس آخِراً وفي هذه الفترة المُترافقة بصلواتِ الصومِ المباركِ لن
ننسى أن نرفعَ طِلباتنا من أجلِ أخوتنا الأحباءِ المتألّمين في
سوريا، متضّرعين الى الله أن تمرّ عليهم هذه المحنة بأسرع ما يمكن، ونحن على
ثقة أن ربنا، الذي بموته حطم الموت، سيمسَح من عيونِهم كل دعمةٍ لنعاين معاً فرحِ
القيامةِ القريب.
اللقاء الرعائي الأرثوذكسي
30-03-2012
No comments:
Post a Comment