في رسالته الى أهل رومية يقول بولس
الرسول: "هكذا نحن في كثرتنا جسد واحد في المسيح،
وكلنـا أعضـاء بعضنـا لبعـضٍ،
ولنا مواهب تختلف بإختلاف ما نلنا من النعمة"(رومية 12: 5-6)
أيها الأحبّة،
تمتاز كنيستنا الأرثوذكسية الجامعة المقدسة
الرسولية بأمانتها الكبرى للتعليم الرسولي، وبحفظها الإيمان القويم وتمسكها
بالعقيدة، رغم كل الويلات والشرور، مع ما استتبع ويستتبع ذلك من رفض للمساومات
والتسويات التي يمكن أن تمسّ إستقامة الرأي.
ومن منطلق أمانتها هذه للإيمان المسلّم مرة
واحدة للقديسين (يهوذا 3)، رفضت الأرثوذكسية أنظمة الآحادية والفردية (يحضرني هنا
قول لقبريانوس أسقف
قرطاج؛ الذي استشهد في ١٤ أيلول عام ٢٥٨، في حديثه للشيوخ: "لقد
عاهدت نفسي منذ بدء اسقفيّتي ألاّ أقرّر شيئا من دون مشورتكم ودون اجماع الشعب"(، وكذلك رفضت القول بتجزئة الكنيسة إلى كنيسة معلمة تضمّ الإكليروس
وكنيسة متعلمة يؤلّفها المؤمنون من غير الإكليروس، بل كرّست المجمعية والشركوية، إذ
أنّ لا تجزئة في جسد المسيح، أي في كنيسته، حيث المؤمنين جميعاً، من كهنة
وعلمانيين، يؤلفون هذا الجسد غير المنقسم (1 كور 12: 27) والكهنوت الملوكي ( 1
بطرس 2: 9) وشعب اللـه (عب 10: 20). فالكنيسة الواحدة وغير المنقسمة هي
الكل.