Tuesday, October 2, 2012

كلمة منسّق اللقاء الرعائي الأرثوذكسي في اللقاء الإعلامي الموسّع




الآباء والإخوة الأحباء،


في رسالته الى أهل رومية يقول بولس الرسول: "هكذا نحن في كثرتنا جسد واحد في المسيح،
وكلنـا أعضـاء بعضنـا لبعـضٍ،
ولنا مواهب تختلف بإختلاف ما نلنا من النعمة"(رومية 12: 5-6)
أيها الأحبّة،
تمتاز كنيستنا الأرثوذكسية الجامعة المقدسة الرسولية بأمانتها الكبرى للتعليم الرسولي، وبحفظها الإيمان القويم وتمسكها بالعقيدة، رغم كل الويلات والشرور، مع ما استتبع ويستتبع ذلك من رفض للمساومات والتسويات التي يمكن أن تمسّ إستقامة الرأي.
ومن منطلق أمانتها هذه للإيمان المسلّم مرة واحدة للقديسين (يهوذا 3)، رفضت الأرثوذكسية أنظمة الآحادية والفردية (يحضرني هنا قول لقبريانوس أسقف قرطاج؛ الذي استشهد في ١٤ أيلول عام ٢٥٨، في حديثه للشيوخ: "لقد عاهدت نفسي منذ بدء اسقفيّتي ألاّ أقرّر شيئا من دون مشورتكم  ودون اجماع الشعب"(، وكذلك رفضت القول بتجزئة الكنيسة إلى كنيسة معلمة تضمّ الإكليروس وكنيسة متعلمة يؤلّفها المؤمنون من غير الإكليروس، بل كرّست المجمعية والشركوية، إذ أنّ لا تجزئة في جسد المسيح، أي في كنيسته، حيث المؤمنين جميعاً، من كهنة وعلمانيين، يؤلفون هذا الجسد غير المنقسم (1 كور 12: 27) والكهنوت الملوكي ( 1 بطرس 2: 9) وشعب اللـه (عب 10: 20). فالكنيسة الواحدة وغير المنقسمة هي الكل.

كلمة الأمين العام لحركة الشبيبة الأرثوذكسية في اللقاء الإعلامي الموسّع

علمنـا الـرب بقولـه:


« فإذا حرركم الابن... صرتم بالحقيقة أحراراً» (يوحنا 8: 36)

بحرية أبناء اللـه، تداعينا إلى لقاء اليوم، لأننا لا نلتمس إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً، ولا نهدف ولا نبتغي إلا أن تبقى الأرثوذكسية بأبنائها وفيًة لدم يسوع، أمينة لوصاياه، وان يبقى بريق قداستها وقديسيها مستمداً من نور السيد، ومن نور السيد فقط، الذي به نعاين النور وبدونه نغرق جميعاً في لجة الظلام.

كان من المفترض أن نلتقي، بدعوة من اللقاء الرعائي الأرثوذكسي لنشد الأيدي، ونسير سوياً مع سائر الغيارى، بإتجاه المطالبة بتعزيز مشاركة المؤمنين في حياة كنسيتهم، بوضع القوانين الأنطاكية - ولا سيما قانون المجالس- على سكة التطبيق.

فالمشاركة،هوية الأرثوذكسية وفرادتها،والتعليم الارثوذكسي حول الكنيسة متلازم مع مصطلحات صيغت بحبر القلوب الخاشعة، كالشركويًة والمواهبيًة والمجمعيًة ،والاوليًة بين المتساوين.-هذه المصطلحات-لا تشبه الا الارثوذكسية ولا تعبر الا عنها.وكل تجاوز او مخالفة لها لا يشبه الارثوذكسية ولا يعبر اطلاقاً عنها.
فالمطالبة بتطبيق القوانين ،هي مطالبة بتطبيق هذه القيًم،والدخول بمصالحة مع روح الارثوذكسية،وازالة المسافة المصطنعة بين التعليم والواقع الحالي.