Thursday, August 30, 2012

هل تعترف الكنيسة بمواهب أبنائها؟

تقديم كتاب المواهب في الكنيسة
هل تعترف الكنيسة بمواهب أبنائها؟
الدكتور نجيب جهشان

كتابُ "المواهب في الكنيسة" باكورةُ سلسلةٍ تصدرُها تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع، دَعتْها "سلسلةَ الشؤون الرعائية"، وتهدفُ منها إيصالَ رسالةٍ أساسية إلى الرعاة والمؤمنين تقولُ بأن الكنسيةَ دونَ رعايةٍ صحيحة تتعرضُ لمخاطرَ كثيرةٍ أهمُّها ضياعُ الرعية وتفتتُها، إنزواءُ المؤمنين وخمولُهم، تسلُّطُ الرعاةِ وافتقادُ الرؤيا الأنجيلية. وليسَ كونُ كتابِ "المواهب في الكنيسة" باكورةَ هذه السلسلة الرعائية إلا للدلالةِ بأنَّ مواهبَ الروح الكثيرة والفياضة والمتفاعلة هي في أساس النفحةِ الرعائية الواجبةِ ومصدرُ اندفاعِها.

كتاب "المواهب في الكنيسة" مجموعةُ مقالاتٍ نُشرَت بمعظمِها في مجلة النور سنة 2010 ، كُتبَت بإتقانٍ وبلاغةٍ مميزَين، وجُمعَت لأنها تعالجُ أوجُهاً متكاملةً لفكرةٍ واحدةٍ مركزية: رعاية المواهب. هذه الرعايةُ هي في أساسِ الحياةِ الروحية النابضةِ في كنيسة المسيح، حياةٍ لا تقفُ عند أطرٍ مؤسساتيةٍ جامدةٍ، ولا تُحدُّ بأنظمة بشرية لا تعرفُ الكمال. في هذا الكتاب عشرُ مقالاتٍ يحتارُ قارؤها أياً يُفضلُ، لأنها كلَّها عميقةُ الفكر، بليغةُ اللغة، مزينةٌ بمراجعَ كتابيةٍ ثابتة، عقلانيةُ التركيب، منطقيةُ الإداء، متكاملةُ البنية.

تقرير مقتضب عن ندوة المواهب في الكنيسة

أقيمَت، مساء يوم الخميس الواقع فيه 26 تموز 2012، ندوةٌ رعائيةٌ في كنيسة القديس جاورجيوس- برمانا، لإطلاق كتابِ " المواهب في الكنيسة" الصادرِ حديثاً عن تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع. دعا لهذه الندوة اللقاءُ الرعائيُ الأرثوذكسي الذي تأسَّسَ سنة 2010، والذي يهدفُ للتعاون ما بين الرئاسات الروحية والفعاليات الأرثوذكسية وسائر المؤمنين لأجل خدمةِ الكنيسة وشهادتها.

أدارَ الندوةَ الرعائية قدسُ الأب الدكتور رامي ونوس، كاهنُ رعية القديس جاورجيوس في برمانا، والذي قدَّمَ المحاضرين الثلاثة، أعضاء اللقاء الرعائي. حاضرَ في الندوة الطبيبُ البروفسور نجيب جهشان الذي أجابَ عن السؤال: هل تعترف الكنيسة بمواهب أبنائها؟ ولقد أتت إجابتُهُ على هذا السؤال معتمدةً على المقالات العشر المنشورة في الكتاب. تلاهُ القاضي الرئيس نسيب إيليا، محاضراً حول سؤال: طاعة عبيد ام علاقة أحرار؟ ومستنتجاً بأن العقيدةَ المسيحية وضعَت أسسَ الحرية الإنسانية. وتكلَّمَ أخيراً المحامي الأستاذ إيلي شلهوب في موضوع: كهنة وعلمانيون تكامل أم تبعية؟ شارحاً تطوُّرَ سرِّ الكهنوت منذ العصور المسيحية الأولى والى زمننا ا لحاضر، مبيِّناً بأن العقيدة المسيحية تقولُ بأن الكهنوتَ يشملُ الإكليريكيين والعلمانيين الذين يتقاسمون أدوارَ الخدمة في الكنيسة دون طبقية ولا تبعية.

شاركَ في الندوة ما يقاربُ الستين مؤمن، طرحوا الأسئلةَ وأبدوا الرأي. وأبرزُ ما دارَ حوله النقاشُ وما قرَّ عليه الرأيُ هو الحاجةُ لتطبيق القوانين والأنظمة التي ترعى الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية، والتي بقيَت مهملةً وغيرَ منفذةٍ منذ صدورِها عام 1973 عن المجمع المقدس. وإتفقَ المحاضرون على أن إهمالَ هذة القوانين من قِبلِ السلطات الكنسية يضِرُّ إضراراً بالغاً بالكنيسة وتماسكِ أبنائها، ويباعدُ بين الإكليروس والشعب. ووصلَ المجتمعون إلى خلاصةٍ تقول بالحاجة الماسة لإيجادِ آليةٍ تطبيقية لهذه القوانين، ودعوا رعاةَ الكنيسة للإستجابة السريعة لهذا المطلب قبلَ أن يزدادَ الشرخُ عمقاً بينهم وبين الشعب الأرثوذكسي.

وستُقامُ ندواتٌ مشابهة في مناطقَ ورعايا أخرى في الأشهر القليلة المقبلة.